القائمة الرئيسية

الصفحات

خصائص عقد التأمين : الخصائص الخاصة

 خصائص عقد التأمين : الخصائص الخاصة

 
خصائص عقد التأمين : الخصائص الخاصة
خصائص عقد التأمين : الخصائص الخاصة

 

الخصائص الخاصة لعقد التأمين 


توجد خصائص أخرى غير الخصائص العامة التي لا تميز عقد التأمين على غراره من العقود حيث إن هذه الخصائص ينفرد بها عقد التأمين وقد يشترك في بعضها مع بعض العقود. ويمكن إجمالها فيما يلي:
 

عقد التأمين من عقود الإذعان 

 
يعد عقد التأمين الإذعان لأنه يشكل إخلالا بالتوازن بين مركز المتعاقدين يعني انعدام إرادة أحد الطرفين أو على الأقل في انحصار دوره في تحديد بنودها أو الالتزامات الناتجة عنها كما أنها تتميز بعدم تحقيق التوازن الاقتصادي بين المتعاقدين بحيث يكون الطرف الأقوى في العقد... 
 
على الطرف الثاني قبول أو رفض بنوده، ولا يجوز له إمكانية مناقشة شروط العقد ولو بصورة عامة ويكون عقد التأمين من عقود الإذعان لأمن المؤمن في مركز قانوني أقوى بحيث يضع شروط العقد ويضعها للعموم وما على الطرف الراغب في التعقد معه وهو المؤمن له إذا أراد طلب التأمين إلا قبول العقد كما هو .
 
لا يجوز له تعديل أو تغيير بنوده. وبذلك يكون المؤمن دائما في مركزه كذلك اقتصادي أقوى، لأنه يجمع الثروات من أقساط المؤمنين أو المتعاقدين معه.

لذلك عملت الدولة على تخفيف الإذعان لعقد التأمين، فتدخل المشرع المغربي لصالح المؤمن له باعتباره الجانب الضعيف في العقد وباعتبار أم الأضرار التي تصيب المؤمن له وخاصة في التأمين من المسؤولية لا تصيبه وحده، ولكن تلحق الغير في أموالهم وأبدانهم وأرواحهم.

إضافة إلى المشرع والقضاء الذين لعبا دورا مهما في مناصرة المذعن أي الطرف الضعيف: "تبقى المنافسة الاحتكارية للشركات لعبت للشركات لعبت لذلك دورا هاما في تقليل الإذعان حيث أصبح للمتعاقد حق اختيار بين نماذج وثائق التأمين التي تطرحها هذه الشركات على طالبي التأمين. فالمشرع المغربي يفرض رقابة هامة على الشركات الخاصة بالتأمين من خلال نطاق المراقبة من طرف الدولة من المدونة الجديدة حماية للطرف الضعيف أو المذعن من خلال عقود التأمين. وتمارس المراقبة المذكورة لمصلحة المؤمن لهم والمكتسبين والمستفيدين من العقود الغرض منها الحرص على احترام مقاولات التأمين وإعادة التأمين لأحكام هذا القانون.
 

عقد التأمين من عقود الاحتمالية 

 
يعد العقد احتماليا لأن العاقد فيه لا يعرف مقدما مقدار ما يعطي أو مقدار ما يأخذ. وكذلك لا يعرف أطرافه على وجه التحديد. وعقد التأمين من أكثر العقود احتمالا ويظهر ازدياد احتماليته في نوع التأمين من المسؤولية المدنية على غرار عقود تأمين الأشخاص التي تلعب فيها الإحصائيات دورا مدققا.
 
وهناك من صنفه من عقود الغرر بعد المقامرة والرهان، حيث إنه في عقد التأمين لا يعرف المؤمن مقدم ما سوف يأخذه من أقسط من المؤمن له، لتوقف على واقعة غير محققة واحتمالية هي الكارثة أو تحقق المؤمن منه وكذلك فإن المؤمن له لا يعرف مقدما هل سيأخذ عوض التأمين المشترط أم لا فإذا تحقق الخطر المؤمن منه يستوفي العوض، وقد لا يتحقق الخطر فلا يقبض شيئا.

تعد الصفة الاحتمالية لعقد التأمين من أبرز خصائص ومميزات هذا العقد فالاحتمال هو جوهر التأمين، فإذا انتفى الاحتمال وقت العقد وقع التأمين باطلا وأيضا إذا زال الاحتمال أثناء سريان العقد انقضى التأمين بقوة القانون الفسخ بقوة القانون.
 
كما ذهب جانب من الفقه إلى نفي صفة الاحتمالية بالنسبة للمؤمن نظرا لأنه يستطيع الإستعانة بالطرق الإحصائية والفنية ليحدد مركزه الاقتصادي مقدما، بحيث يضع توازنا بين الأقساط المتحصلة ومبالغ التأمين المستحقة ولا يتعرض لخسارة في المستقبل إلا في ظروف نادرة فهذا الرأي لا يمكن أن يصنف على التأمين أي من الناحية القانونية إذ تبدو خاصية ربحه جلية في جنب المتعاقدين، فالمؤمن لا يمكنه تحديد ربحه أو خسارته لكل عقد على حدة وبذلك ينطبق وصف الاحتمال على التأمين بالنسبة له وبالإضافة إلى المتعاقد بحيث إن المؤمن لا يلتزم إلا بضمان المخاطر المحددة صراحة في عقد التأمين بل سائر العقود والعبرة في تفسيرها بالمقاصد والمعاني لا بالمباني والألفاظ. 
 

عقد التأمين من عقود حسن النية 

 
تعلب حسن النية دورا مهما سواء في لحظة إبرام العقد بما يفرضه على المتعاقد خاصة من التزام بالإدلاء ببيانات متعلقة بمحل التأمين وظروفه أو في فترة تنفيذ العقد بما يوجبه على المتعاقد بإخطار المؤمن بكل ما من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الخطر المؤمن منه سواء يتزايد فرص تحققه أو بتشديد درجة جسامته بحيث إن هذا النوع من التأمين يغطي المسؤولية المدنية فقط.
 
بحيث إن النوع من التأمين يغطى المسؤولية المدنية فقط ولا يمتد إلى المسؤولية الجنائية، ورغم أن المشرع المغربي في المجال الجنائي خصص الفصلين: 432 و 433 ليجد فيها بعض الخسائر المالية للشخص ليست مباشرة بل تصيب أموال الغير، إما نتيجة خطأ المؤمن ـه لعدم احتياطه أو تبصره أو خطأ أبنائه القاصرين أو المختل العقل الساكنين معه أو أتباعه وخدمه أو من هم تحت مراقبته أو الضرر الذي يصيب الغير من فعل حيواناته أو الأشياء التي يحرسها أو مبانيه التي تتهدم فتصيب الغير في صحته أو ماله الفصول: 77-78 85-85 مكرر (86-88 من قانون الالتزامات والعقود المغربي.
 
يعني أن يتحمل المؤمن له مسؤولية الحادث سواء كانت هذه المسؤولية عقدية أو تقصيرية، فيضطر المؤمن له حفاظا على أمواله إلى عقد التأمين على المسؤولية ليحل المؤمن محله في أداء المبالغ أو تعويض الأضرار. ففي مثل هذا النوع من عقود المسؤولية لا يمكن اعتبار المضرور بمثابة المستفيد الذي يشترط المؤمن له لمصلحته لأن المؤمن له لا يشترط في هذا العقد إلا لمصلحته، وإذا كانت قواعد القانون تسمح للمضرور بالرجوع بالدعوى المباشرة على المؤمن. انظر المادة 63 من مدونة التأمينات الجديدة)، فإن هذه الدعوى تقررت له ليس من اشتراط لمصلحته وإن كان يتفق معها في بعض الجوانب (هي استفادة المضرور من عقد ليس طرفا فيه.

ويعتبر كذلك الخطر المؤمن منه في التأمين من المسؤولية هو الضرر الذي من رجوع المضرور عليه وليس الضرر الذي يصيب يصيب المؤمن له المضرور ولا يتحقق الخطر المؤمن منه بمجرد وقوع الضرر على المضرور بل لابد من رجوع المضرور على المؤمن له أي رفع الدعوى وعندئذ يطالب المؤمن له بالضمان.

يعتبر إذن عقد التأمين من عقود حسن النية بالمعنى الضيق. حيث لا يلتزم المتعاقد فقط بالإبلاغ عن كل ما يعرفه من الظروف التي من المحتمل أن تؤدي إلى الخطر أو إلى زيادته بل إن الصمت المجرد من جانبه عن أوضاع معينة للخطر عند إبرام العقد يمكن أن يؤدي إلى إبطال العقد.

فحسن النية هو من مستلزمات عقد التأمين فهو لا يلزم طرفا دون الآخر بل يلزم الطرفين المتعاقدين بعدم إخفاء أي بيانات جوهرية على الآخر.
 
كما يجب على عاتق المؤمنين عند تحرير عقد التأمين، بتقديم النصح للمؤمن وبشرح لطالب الضمان أو التأمين نصوص قانون التأمين ونصوص العقد المزمع إبرامه بقصد تمكينه من اختيار الغطاء المناسب له وأن يبصره بعواقب تقديم بيانات غير صحيحة أو غير كاملة عن الخطر المراد التأمين عليه بصفة عامة، وأن حرص على تطويع الضمان للخطر المراد التأمين عليه بصفة عامة.

هذه الخصائص العامة والخاصة التي هي واردة بالنسبة لعقد التأمين حاولنا إيجازها من أجل إظهار أكثر بأن عقد التأمين عقد فريد من نوعه وإن كان يشترك في بعض الخصائص مع العقود الأخرى المتداولة ونظرا لشيوع وظهور أنواع أخرى متعددة من التأمينات وذلك وفقا للمخاطر التي تطفو على واقع الحياة الاجتماعية والاقتصادية يبقى التأمين ذا خصوصية ينفرد بها في غالب الأحيان.

 
 

تعليقات